الخميس، 26 نوفمبر 2009




أهمية تقنيات التنشيط في بناء الدرس الفلسفي


تكمن أهمية توظيف تقنيات التنشيط، على تعددها واختلافها وتنوعها، في بناء الدرس الفلسفي ، في كونها تسمح بالتعامل مع جميع الشركاء في عملية بناء الدرس في إطار ورشات التكوين والتدريس يكون لها امتداد خارج الفصل الدراسي، يشعر الجميع كأعضاء فاعلين في فريق عمل أي مشاركين في إنجاز مختلف الأنشطة ومراحل بناء الدرس الفلسفي وما يتطلبه من تعبير عن الآراء، ومناقشة للمواقف، ونقد وتقويم. واستعمل لأدوات معرفية ومنهجية وتحمل المسؤوليات في الحياة المدرسية كما في الحياة الاجتماعية ، وذلك لضمان إنتاجية معرفية وتحصيل دراسي أفضل في أجواء تفاعلية وتواصلية يسودها الاحترام والتقدير والتفاهم والود والمرح ... بعيدا عن التعصب والإلزام والفرض المفضي إلى الملل والرتابة أو الاتكالية أو السطحية أو الضجر أو الصراع ...




فماهي تقنيات التنشيط الممكن توظيفها في بناء الدرس الفلسفي ؟ وكيف يتم توظيفها؟





*********************




توظيف المسرح في بناء الدرس الفلسفي :


أية علاقة؟ أية وظيفة؟ أية جمالية؟


يعتبر المسرح أب الفنون، وتسمى الفلسفة أم العلوم:


فما هو حكم زواجهما؟


وما هي نتائجه على كل واحد منهما؟


وما هي أثاره على المتلقي للعرض المسرحي


أو الدرس الفلسفي المنتسب لهما؟


من الناحية التاريخية لا يحتاج الأمر لمجهود كبير لإقرار شرعية ذلك الزواج، ولكن ممارستنا الفصلية قد لا تتمكن من استحضار جمالية اللقاء بينهما في بناء الدرس الفلسفي وما يمكن أن يخلف من آثار مرئية وغير مرئية فورية وبعيدة المدى ، والأمر لا يتعلق بالاشتغال على النصوص المسريحية أو الفلسفية بقدر ما أن الأمر يتعلق بالاشتغال على العرض المسرحي، حيث يكون المقصود بالآثارما يقترحه وما تتركه مكونات العرض المسرحي: الديكور، الملابس، التمثيل، الإخراج، النص، ...قد لا يمكن أن ننكر بأن النصوص تبقى على الرغم من ظاهرانيتها، المكون الأساسي في بناء الدرس الفلسفي والعرض المسرحي، غير أن ما يميز النص في العرض المسرحي هو أنه يبقى يتأرجح ما بين الطريقين "المرئي وغير المرئي" لأنه مغلق على الماضي من حيث المفهوم، ومفتوح في نفس الوقت، على الحاضر من حيث المعنى والدلالات، وإن هذا الانفتاح يجعله عرضة للتساؤلات والتأويلات المستمرة، وقيد يكون معها مادة إبداعية يتشكل عبرمكوناته ومعها ومن خلال محاورتها خطاب نقديا هو في حد ذاته إبداع لا يخلو من الجمع بين المعرفي والوجداني بين العلم والفن.أما عن الآثار المرئية والغير المرئية في الدرس الفلسفي، فإن كانت في معضمها غير قابلة للقياس والتقويم على المستوى المعرفي، فإن تجلياتها ترجى في إقامة نوع من التصالح بين الذات العارفة وموضوع المعرفة، بين الخطاب والمتلقي، بين العقلي والوجداني، بين المجرد واليومي، في عملية البناء التي ينبغي أن يمر بها الدرس الفلسفي، الذي صار مطالبا بمواكبة التطورات الهائلة التي عرفتها وسائل الاتصال السمعية البصرية، وما فرضته من تقابل بين المفهوم والصورة، بين المجرد والمحسوس.إنها دعوة للتأمل والتفكير في أفاق توظيف العرض المسرحي في بناء الدرس الفلسفي، فالعرض المسرحي في النهاية عبارة عن تنظيم لمجموعة من العناصر والمكونات الفنية من خلال عملية الاخراج، تستمد قيمتها من خلال الدلالات والوظيفة والجمالية. والدرس الفلسفي اكتساب وتمرن على مهارات، وعرض لأفكار ومواقف وحوار بين الفلاسفة ومعهم، ومن خلالهم مع الذات وأشياء العالم، غير أنه غالبا ما تستمد قيمتها من الدلالات والوظيفة، ويفتقر عرضها وتقديمها والتحفيز للكشف عنها للجمالية، التي أصبحت منطلقا أساسيا لولوج عالم محبة الحكمة.





الأستاذ: عزيز بنمومن






















أفاق توظيف تقنيات التنشيط في بناء الدرس الفلسفي